المشاركات

التيه

كم يحتاج المرء من وقت ليسلم بواقعه..هل يتلف عمرا في محاولات التعود...أتساءل أين قدرات البشر على التكيف ..أحيانا تختفي ..تأبى النفس أن تتلون وتتماهى مع المحيط...نحاول مجددا للمرة الألف...تبقى تسكننا النزعة إلى الثورة ...تصدق أنك أصبحت جزء من هنا جزء من محيطك ..لكن في قرارة نفسك أنت عصفور كل همه أن يطير....يقول أحدهم آخر خطوات الاستسلام هو التعود...أطن أننا لم نستسلم بعد ما زالت الصور تشعل روحنا والأغاني ترجعنا آلاف الأميال إلى الخلف وأحيانا إلى الأمام....مازالت الروائح تعبث بأخيلتنا رويدا رويدا...هذا هو التيه نحن في المنتصف لا ماضي نرجعه ولا قوة كافية لأن نحكم المستقبل.....
تمر الأيام بوتيرة متشابهة لكن الأحداث تأبى إلا أن تختلف...تتعلق الأرواح بالفراغ وأنا كبندول يتأرجخ بين الرفش والقبول بين التسليم والثورة ....ككل شئ

مايو

الساعة الخامسة صباحا لا شئ في الجو إلا زقزقة جوقة من العصافير تبدو كصوت واحد مضخم مكرر ....تبدو أنها حفلة أوبرا لا يحتاج الموضوع للكثير ليقيم حفلة في حياة العصافير...آخر أيام شهر مايو مازال هناك هواء رطب وجو معتدل يغريك باستخدام بطانيه على طرف السرير تقبع بيلا كخيمة كمعتقل بفروها الرمادي وعينين نصف مغمضتين ..عبثا حاولت أن أدثرها بحرف البطانية يبدو أنه لها رأي آخر في حرارة الجو....مايو يرينا وجهه الحنون..رغم أن كل شئ هنا واقعي واقعي جدا لا مجاملة في الحياة هنا الحر حر والبرد برد والفقر فقر والفرح فرح لا يمكن لشئ أن يتنكر بثوب أحد آخر ..تشبه أم تخلت عن الخيال مع طفلها الأول ووأدت المجاملات مع ولادة طفلها الأخير...

شهيد

مكوم أنا كآخر أكوام القش...مبتور أنا كيتيم وسط الأعياد....منسي أنا كقمر ما عاد يطلع ....

أمومة مبكرة

فجر اليوم السادس والعشرين من رمضان يمتلئ الكون بالصمت  يبدو أن العيون قد ذبلت وتعبت ..لا أحلام هنا لا  طموحات كبيرة كل ما يغطي الأفق زقزقة العصافير تطغى حتى على صوت النفوس إن أرادت أن تخاطب ذواتها...ما الحل لا حل الإجابة أبسط من كل التوقعات ......لنحمد الله يوما مر بسلام يوما مر برتابة لا تقطعه معجزات و لا تقطعه أحزان أو صدمات..هناك خبر بأن  فيلة رضيعة تحرس جثة أمها التي قد تعرضت للتسميم  ..تقف كآخر السدود أمام بحار الصيادين كآخر جندي في جيوش أنطونيوس كأخر نظرة في عيون الموتى قبل إقفالها للأبد....لا بأس صغيرتي فهذه حال الحياة نحرس أمهاتنا حيث أن الطبيعة تقول العكس..تقول الطبيعة أن هناك حيث آخر موضع ليد الأم وقدمها يمكن أن تبني وطن وتؤلف شعر...ما أشد تناقض الواقع إذا ما قورن بالقواعد  ...مع أول ساعات النهار ستنهار الصغيرة وسيجرفها البحر تلو البحر ولن يبقى شئ إلا الدمع....

واقع

الساعة الثانية عشر وأربعون دقيقه بعد منتصف الليل لا شئ الا الخيبات يغطي الأفق لا شئ ملموس إلا القهر..في هذه البلاد ستفاجأ دوما بأن القهر هنا يمشي بيننا يمد أذرعه ولا ينتهي كلما تبادر لذهنك أنك قطعت ذراع مددت واحدة أطول...ثم ماذا بعد المزيد من الخيبات ..تتحدث الكتب والقصص المتداوله عن قهر الرجال وكم هو صعب ومستحيل على البشر احتماله..لم يحدثونا عن قهر النساء هل من الممكن أن نكون كائنات لا تقهر أظن والأقرب إلى الحقيقه أننا هنا نولد مقهورات مكيلات بجنسنا منذ اللحظه الاولى منذ الزفير الأول ..أن تخلقي أنثى هنا أن تخلقي مبتورة الحقوق ملجومة بمجرات من  الواجبات والمعوقات والمحظورات أن تكوني ولا تكوني وتسألي نفسك ألف مرة من أنا......

حزن

كيف لنا أن نغفر إن كنا نجتر عن رضى ما أطعمونا إياه ..كيف يكن لنا  شعور الرفض إن كنا صور لما رفضناه لماذا نستمر في دوامة اللوم وحتما مادامت أنها دائرة فنحن جزء منها...جزء تلقى من التعنيف المادي والمعنوي ما امتلأت به جرة أنفسنا حتى فاضت ..فاضت على ما حولنا مرة أخرى ...نحن الذين كنا نعتقد أننا أطهر من خلق و أفضل نسخة ممن أنتجونا.....الموضوع لا يحل هكذا يحتاج إلى علاج ليست كل الأمراض تحلها مباضع الجراح و وخز إبره...